أسباب انتشار ظاهرة الزواج العرفي
-----------------------------------------------
بعد انتشار ظاهرة الزواج العرفي فوزي الجامعات وبعد أن وصلت نسبة الطالبات المتزوجات عرفياً فى جامعة إسكندرية على سبيل المثال 30% من الطالبات باتت ظاهرة الزواج العرفي كارثة أخلاقية واجتماعية وأصبحت مشكلة تؤرق ذهن المشرع ليجد لها حلاً تشريعياً يتوافق مع حكم الدين والشريعة طبقاً لآراء الفقهاء المختلفة ونحاول فى هذه السطور القليلة القادمة معرفة أسباب انتشار هذه الكابوس ، توصلاً لمعرفة الدواء لأن معرفة الداء هى النصف الطريق للشفاء 0
أولاً : تدهور دور الأسرة المصرية فى تربية أبنائها وإعداد أخلاقهم .
انشغال الأب بكثرة الأعمال والتكالب على المال والمكسب جعله لا يرى أولاده كثيراً بل يكاد لا يعلم عنهم شيئاً ويتركهم للأم التي تضيع وقتها فى النوادي واللقاءات الأسرية ومحادثات التليفون التي تستمر بالساعات هذا بالنسبة للأسر الثرية أما بالنسبة للأسر الفقيرة التي تعيش على خط الفقر فالأب يعمل أيضاً ليلاً ونهاراً ليس للكسب ولكن لكي يتمكن من الحياة هو وأسرته وكذلك زوجته تساعده فى العمل ويترك الأولاد لوسائل الإعلام والمربية والحضانة والرفاق لتربيتهم وإكسابهم الأخلاق والمبادئ 0
وفى هذا  قال الدكتور / صوفى أبو طالب  - رئيـس مجلس الشعب السابق " أن مشكلة الزواج العرفي بين طلبة وطالبات الجامعة ترجع أساساً للتنشئة داخل الأسرة ، ولا أعتقد أن هناك أسرة سوية يلجأ أبناؤها لمثل هذا النوع من الزواج " 
وبغياب التنشئة الأسرية وما حل من مظاهر التسيب فى الأخلاق والقيم وأسلوب توجيه الشباب بما فيها من كبت للحريات أدت الى ظهور هذه المشكلة وتفحلها 0
ثانياً : تدهور دور المؤسسة التعليمية .
بادئ ذي بدء نحب أن نشير أن وزارة التربية والتعليم كانت تهتم أولاً بالتربية قبل التعليم كما كان يذكرون لنا أن التربية تأتى فى المرتبة الأولى قبل التعليم ، تحول دور المدرسة فأصبح مقصوراً على التعليم والمعارف فقط انتهى دور التربية وإهمال المواد الدينية وجعلها من نوافل المناهج ، وعدم احتساب درجات فى المجموع مما جعل الطلاب يعزفون عن قراءتها إلا ليلة الامتحان لضمان النجاح0
كذلك فقدت المدرسة دورها الرقابي على سلوك الأبناء وتوجيههم وأصبحت المؤسسة التعليمية فى واد منفصل عن الأسرة فأصبح كل طرف يعمل منفصلاً عن الآخر دون أعلام الطرف الآخر فضاع دور المدرسة التأهيلي للأخلاق وأنحصر على تعليم بعض المعارف 0
ثالثاً : الانفتاح الإعلامي أو التبعية الثقافية الإعلامية .
بعد انحصار دور المؤسسة التعليمية فى تعليم بعض المعارف وغياب الأسرة عن المنزل أصبح الدور الأساسي لوسائل الإعلام المسموع والمقروء ، فدائماً تخترق الأفلام المثيرة للغرائز والشهوات من الإذاعات الأجنبية التي تأتى إلينا داخل بيوتنا عن طريق التليفزيون دون رقيب لغياب الأسرة 0
وسايرتها الإذاعات المحلية فلم يعد يخلو فيلماً أو أغنية إلا ترى فيها فسقاً وفجوراً وخروجاً على المألوف وترى فيها ما يثير غرائز الكبار فما بالك بالشباب فى بداية خطواته فى مرحلة المراهقة وثورة الشهوة .
رابعاً : غياب القدوة الحسنة وظهور قدوات جديدة فاسدة مفسدة لأخلاق الشباب
غابت القدوات الحسنة وظهرت قدوات فاسدة فلم تعد تسأل طفلاً ماذا تريد أن تصبح عندما تكون شاباً يجيبك أنه يريد أن يكون لاعب كرة أو ممثل أو مطرب ولم يعد أحد من الأطفال يريد أن يصبح طبيباً أو محامياً أو ضابطـاً ، بخلاف أن مشاهير اليوم لهم نزواتهم التي يتخذها الشباب قدوة لهم فهذه الممثلة تزوجت عرفياً عشرون مرة وبكل جراءة تصرح بذلك وتقول هل هذا حرام أنه شرع الله؟ وإذا كانت هى المثل الأعلى لبعض الشباب فستكون قدوتهم فى الزواج العرفي أيضاً 0
خامساً : الجهل بالحكم الشرعي
كثرة الفتوى واختلاف الآراء أدى الى أن بعض الشباب رجحوا الفتوى التي تحلل ما يفعلونه وهذا مما أدى الى انتشار ظاهرة الزواج العرفي ، وفى ذلك يقول الدكتور / يسرى عبد المحسن " أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة " أن انشقاق رجال الدين وعلماء الإسلام حول أحكام الحل والحرمة فى الزواج العرفي ، يزيد من تعقيد الأمور ويزيد من هذه العلاقة المشبوهة  " .